منصورة عضو مجتهد
عدد المساهمات : 112 نقاط : 228 تاريخ التسجيل : 05/10/2010
| موضوع: ذاكرة الطفل: مخزن متحرّك للصور والأسرار الخميس أكتوبر 07, 2010 8:08 pm | |
| تمثّل الذاكرة أحد أهم العناصر الأساسية التي يعتمد عليها النمو العقليوالإدراكي للمرء، إذ يخزّن فيها خبراته ومعارفه منذ ولادته. وقد أثبتتأبحاث علميّة حديثة أن الذاكرة البشرية تكون أكثر نشاطاً وتطوّراً خلالمرحلة الطفولة مقارنة بالمراحل الأخرى من عمر الإنسان، وهو ما يجعلنانتذكر أشياء حدثت لنا في طفولتنا، مع أننا ربما ننسى ببساطة أحداثاً وقعتلنا بالأمس القريب! . تشرح الإختصاصية النفسية في مستشفى سعد التخصّصي فاطمة الحداد «أن ذاكرةالطفل تعمل منذ أول يوم بعد ولادته». وتشير بعض الأبحاث إلى أن الطفلالحديث الولادة يتذكّر صوت أمه الذي كان يسمعه وهو جنين في بطنها، وبعدالولادة تنمو ذاكرته كما تنمو جميع أعضاء جسمه، وتتطوّر من مرحلة إلىأخرى. وتقول الحداد «ان الذاكرة تتطوّر منذ ولادة الإنسان، فالأبحاث التيأُجريت على عدد من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين الستة أشهر والعامينخلُصت إلى أن قدرات الطفل على تذكّر الأشياء خصوصاً الأكلات المحبّبة وبعضالأسماء وبعض الكلمات والصور تزداد مع تقدّمه في السن خلال تلك الفترة». وفيما ترجح بعض الأبحاث أن يكون نموّ ذاكرة الطفل في العام الثاني من عمرهأسرع من نموّها في السنة الأولى، حيث قال باحثون أميركيون في مجلة «نيتشر»العلمية إن هذا النمو لا يرجع فقط إلى ازدياد الخبرة، بل يرجع أيضاً إلىزيادة القدرة الإستيعابية لعقول الأطفال في عامهم الثاني، ترى أبحاث أخرىأن ذاكرة الطفل في عامه الأول تنمو بشكل أسرع من باقي مراحل عمره. وأيّاًكانت النتائج، فإن جميع هذه البحوث تتفق على أن ذاكرة الأطفال تنمو بشكلسريع في سنوات عمرهم الأولى.
مخزن الأسرار إستطاع العلماء رصد بعض تطورات ذاكرة الطفل: ففي خلال السنة الأولى منعمره يبقى ما مرّ به من أحداث وما رآه من أشياء عالقة في ذاكرته لمدّةأيام، أمّا في السنة الثانية فيستطيع تذكّر ما مرّ به بعد أسابيع، بينمافي السنة الثالثة من عمره تتسع الذاكرة لتستوعب الأحداث وتتذكّرها بعدمرور شهرين إلى ثلاثة أشهر على وقوعها. وفي عمر السادسة يستطيع الطفلتذكّر ما مرّ به بعد انقضاء ثلاث سنوات ونصف عليه، بل تبقى بعض الأحداث منهذه المرحلة العمرية عالقة في ذاكرة الإنسان طوال عمره، لتكون الذاكرة مثلمخزن الأسرار الذي يحتفظ فيه الإنسان بأشياء حدثت له أو بأشخاص قابلهموتركوا بصمة واضحة على حياته.
تدريبات مصوّرة إن ذاكرة الطفل هي ذات طبيعة حسّية، بمعنى أنه يتذكّر الأشياء التي ترتبطبالصور أكثر من تذكّره للكلمات المجرّدة أي أن ذاكرته تستطيع تخزين مايمرّ به من صور وأشخاص أكثر ممّا تقدر على تذكّره من كلمات أو أعدادمجردة. وفي هذا الإطار، تنصح الإختصاصية النفسية الآباء والأمهات بأنيضعوا تدريب وتقوية ذاكرة الطفل في أولوياتهم، وذلك من خلال برنامج يعتمدعلى الصور أو الألعاب الهادفة، فضلاً عن ترديد الأغاني والأناشيد المحبّبةله وقراءة القصص المشوّقة. ويمكن للأم، عند قراءتها قصّة لطفلها أن تقومبالتوقف في منتصفها وسؤاله عن الأحداث التي يمكن أن تترتب على ما سبققراءته.
القرآن والحوار توضح الحداد «أن حفظ القرآن الكريم في سن صغيرة يساهم بشكل فعّال في تنميةمدارك الطفل ويقوّي ذاكرته، ممّا يساعده على الإستيعاب وسهولة استرجاعالمعلومة بشكل سريع». وقد أثبتت بعض الأبحاث العلمية أن دروس الموسيقىتقوّي ذاكرة الأطفال، حيث أشارت دراسة كندية إلى أن الأطفال الذينيتعلّمون الموسيقى تكون ذاكرتهم أقوى من ذاكرة الأطفال الآخرين. وأظهرت الدراسة التي نشرتها الدورية العلمية أنه بعد عام واحد من التدريبعلى الموسيقى يتفوّق الأطفال الذين تلقوا تدريباً موسيقياً على الأطفالالذين لم يتدرّبوا على الموسيقى في اختبارات الذاكرة. واكتشف الباحثون أن أداء المخ يتطوّر لدى الأطفالالذين يتلقون تدريباً موسيقياً بعد أربعة أشهر فقط من بداية التدريبات. وتؤكد الحداد «أن الحوار المتبادل مع الأبوين والأشقاء والمحيطين هو منأفضل الأساليب التي يمكن اتباعها لتقوية ذاكرة الأطفال، فالأسئلة المرتبطةبما مرّ على الطفل خلال يومه تعدّ إحدى الطرق الهامة لتنشيط الذاكرة، حيثتعمل على قيامه بتذكّر كل أحداث اليوم»، مضيفةً «انه يمكن تطوير تلك الأسئلة مع مرور الوقت لتكون أكثر تفصيلاً، مثل: ماذا كان يرتدي أصدقاؤك اليوم؟ وما هي الألعاب التي فزت فيها؟.. إلى غير ذلك من الأسئلة التي تنشّطذاكرته، وفي الوقت نفسه تتيح له الفرصة للتعبير، وتمنحه القدرة علىالتواصل مع الآخرين.
نوعية الغذاء يشكّل الغذاء أحد أهم العوامل المؤثرة في قدرة الأطفال وتمتعهم بذاكرةقوية، فتناول الأطفال لوجبات متكاملة خصوصاً وجبة الإفطار يسهم في تحقيقهذا الهدف، حيث يتم تزويد مخزون الطاقة لدى الطفل لتعويض ما يفقده طواليومه، وهذه الطاقة تساعد أيضاً على تحفيز الذاكرة والحماية من الإجهادوالسيطرة على الضغط العصبي. وقد توصّلت بعض الدراسات إلى أن نوعيات معينةمن الأغذية تسهم أكثر من غيرها في تقوية ذاكرة الأطفال، فالأطعمة الغنيةبعنصر الزنك تساعد في تحسن الأداء العلمي للأطفال والمراهقين في المدرسة،وتزيد من استيعابهم وقدرتهم على التحصيل العلمي، وكذلك السمك والسكرياتتساعد في تنشيط الذاكرة والمخ. ولذا، تنصح بتناول الأطفال أغذية الطاقةالمحتوية على السكريات، وكذلك التركيز على الأغذية التي تحتوي على الحديدمثل الكبدة التي تقي من الأنيميا، والسمك الذي يعمل على تنشيط الذاكرة.
أخطاء تربوية ثمة أخطاء يقع فيها بعض الآباء والأمهات تؤثّر بشكل سلبي على ذاكرةالأطفال، ومن أبرزها: العقاب الشديد للطفل، خصوصاً العقاب البدني المؤلم،وعدم تشجيعه إذا قام بأمر جيّد، وكذلك المبالغة في حرمانه.
| |
|
GeeGee
عدد المساهمات : 10 نقاط : 10 تاريخ التسجيل : 14/10/2010
| موضوع: رد: ذاكرة الطفل: مخزن متحرّك للصور والأسرار الخميس أكتوبر 14, 2010 8:59 pm | |
| جزآك الله آلجنه وبارك الله لك على الطرح القييم وجعله في موازيين حسناتك | |
|