الفرار من الحب

كان يحيا كالراهب فى صومعته
ينهل العلم منكبا ويتعبد لربه
وكان حكيم القوم يتداون بعلمه
حتى هل الشتاء على البلاد ببرده
فاوى كل البشر الى فراشهم سواه
الا هو جافه النوم فتفقد كتبه
يشاركها فكره ويسرح بخياله
حتى افزعه صراخ وانين ببابه
ففتح الباب لعله مريض يستنجد به
فجرته حتى الشاطى اقدامه
فوجدها ملقاة تنطق وتهذى باسمه
ففزع وفر يتلمس الطريق الى داره
فجمالها لاطاقة لعين بشر ان تبصر بعده
وتدثر خوفا من ان تطبق عليه فى سريره
حتى ادركه الصباح والقلق يفتك به
واتاه القوم يحملون اليه مريضاففتح بابه
فوجدها محمولة اليه وكانها صارت قدره
فدواها بكل مااوتى من علم وسهر ليله
يناجيها بكلمات وينظم فى جمالها اشعاره
حتى استفاقت وخبرته انها راحلة عن داره
فشب الحب نارا تعصف وتاكل كيانه
فهو من سير الاولين علم الاعيب
الهوى وغدره
وكان يحيا كالراهب ليتقى شروره
فغزا قلبه الطاهر فى عقر صومعته
فهذا هو الحب وهذا هو قانونه
انه لامهرب من بحره الا الابحار به