طريق الهداية%الأسراء والمعراج%

بسم الله الرحمن الرحيم. الأحبة الكرام سلام الله عليكم ورحمته وبركاته. موعد ولقاء جديد نخطو فيه سوياً خطوات على طريق الهداية. اليوم لقاء خاص عن الإسراء والعروج، معجزات خارقة لنواميس الكون، معجزات لا يأتي بها إلا صانع هذا الكون وخالق البشر وخالق المعادلات هو الذي يستطيع أن يغير من أبجديتها. هذه السهرة من أجل التدبر واستخلاص الدروس والعِبر لمعجزة فارقة في تاريخ ليس الإسلام فقط ولكن في تاريخ البشرية.

ونحن نتكلم عن موضوع الإسراء والعروج في كل سنة نحتاج أن نذكر أنفسنا بسبب حصول الحادثة والذكريات التي سطرها التاريخ الإنساني والإسلامي كيف يستفيد منها المحدثون ونحن في القرن الحادي والعشرين؟ هل الموضوع بالنسبة لنا موضوع قصة وحادثة حصلت وانتهت ونحكيها للناس فيسبحون الله على عظمته في هذه المعجزة أو نرددها للناس كل سنة ونكتفي بأنها معجزة فوق مستوى البشر أو ما زال ممكناً أن نستفيد منها بعد كل هذه القرون؟

أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم يا ربنا تسليماً كثيراً وبعد. أسأل الله تعالى أن يعيد علينا هذه الذكرى وقد تحقق لكلٍ منا مراد الله فيه إن الله ولي ذلك والقادر عليه. طبعاً هي بكل المقاييس واللغات الإسراء معجزة خالدة إلى يوم القيامة. لما نتدبر الأمر فيها نجد أن الإسراء هي حادثة وسط بين بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم وإخراج الرسول عليه الصلاة والسلام من مكة إلى المدينة أو هجرة المسلمين. حادثة وسط يعني هذه الحادثة كانت أولاً لإثبات قدرة الله سبحانه وتعالى بمعجزة لا أقول مادية ولكن شبه مادية لأنه لم تُر من البشر كالمعجزات التي حصلت لباقي الأنبياء والمرسلين ورآها أقوامهم ومع هذا لم يؤمنوا جميعاً. معنى هذا أننا أصبحنا في غنى عن الماديات إنما في رسالة محمد صلى الله عليه وسلم أو معجزة الرسول صلى الله عليه وسلم الباقية إلى يوم الدين هو إنزال القرآن المعجز بطل المقاييس يبقى الإيمان عند محمد صلى الله عليه وسلم بالغيب (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) وهذه في مطلع البقرة وفي مطلع الكتاب. يعني أمة محمد صلى الله عليه وسلم تختلف عن باقي الأمم في مسألة المادية والإيمان بالغيب. عند محمد صلى الله عليه وسلم الإيمان بالغيب والتسليم بالغيب. الحادثة الإيمان فيها بالغيب لكنها ابتلاء وفتنة لأنه لم يرها أحد فهناك من نجح في هذا الامتحان ومنهم من لم ينجح. الحادثة هذه سيعقبها إخراج الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة وفي المدينة ستقام الدولة. لا بد وأن تقام الدولة على أكتاف رجال وعلى أكتاف صنف معين من الناس ليس أي مسلم ولا أي مؤمن. كأن حادثة الإسراء بما حصل فيها هي لتنقية وتصفية لعقيدة المسلمين من الذي سينجح ومن الذي سيفشل؟ من الذي سيخرج من الإسلام وفي هذه الحالة أنت تحمد الله أنه خرج لأنه كان سيوقعك في المدينة إذا كان إيمانه مهزوزاً أو تحول إلى منافق لأن في المدينة منافقين سيسحبوه معهم وقد حذّر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم (هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ (4) المنافقون). ولغاية اليوم تبقى الفتنة لأنك لما تجلس مع بعض العلمانيين المسلمين يقولون ما فائدة الإسراء ولماذا حصلت وتوقيتها وكأنهم يتدخلون في شأن الله تبارك وتعالى أو فيما قضى الله تعالى به أزلاً، هذه قضية حسمها الله تبارك وتعالى منذ (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ (172) الأعراف) هذه قضية يجب أن تُفهم ويجب كل سنة أن نذكر أنفسنا بالقيمة التي حصلت في الإسراء والعروج وهي فرض الصلاة وهذه أهم قضية وأهم نعمة وأكبر نعمة أنعم الله تبارك وتعالى بها علينا.

جزاك الله خيراً ونفعنا الله بما خطت يداك ..
طريق الهداية%الأسراء والمعراج% Cbbe9cbfea30

ما شاء الله عليك جدزاك الله كل الخير تقبل الله منك وجعله بميزان حسناتك